امتنان الثوم !

بعد الانتهاء من تقشير الثوم وبالمناسبة هذه المهمة لا تبدو سهلة حتى ولو جربت الطرق المنتشرة في الإنترنت ! حاولت  سريعاً أن أنتهي منها  كي أتفرغ  لوقتي الحقيقي في غرفتي ،، احاول ان اكتب في دفتري اليومي كيف كان هذا اليوم ورائحة الثوم عالقة بين أصابعي  رغم أنني  غسلتها بالليمون والصابون ،، أحاول ان أتذكر ماذا سأكتب بعد ان أصبح يومي خالياً مع وضع اليمن من أجندة العمل وتنظيم حجز قاعات الإجتماع آوتقرير الزوار الشهري لأتذكر فجأة فنجان القهوة الصباحي الذي صنعه  لي بحب أخي محمد “٩ سنوات ”  مع قطعة الكعك بالفواكه المجففة وكيكة التمر الدافئة بالقرفة التي صنعتها لوالدتي لتأخذها معها في زيارة  لصديقتها و ابتسامة السعادة  في ملامحها وانا أضع لها مكياجها مع لمسة سحرية على خدودها لكِ تبدو اكثر اشراقاً ولَم أنسى ان اكتب عن فكرة تقشير الثوم في علبة محكمة الاغلاق  ،، كتبت كل هذه الإنجازات اللطيفة وانا ابتسم  في وجه من حصر إنجازاتنا في الكماليات وظيفة ومال وعدد الشهادات والزيارات ،،، الحياة تبدو اخف وأجمل ونحن نستطيع ان نذكر الأشياء الجميلة التي صنعناها في يومنا نبتسم لها بإمتنان ونعددها كي نتذكر اننا بخير وجداً  حياتي غارقة في النعم لذلك قررت هذا العام ان يكون دفتر يومياتي ممتلئ بالإمتنان والشكر و لكل الأشياء الجميلة التي أصنعها او يمنحني الله إياها حتى لو كانت على هيئة حضن من ولد اخي الصغير وهو ينطق عمة او كلمة شكرًا من أخي على خبز الطاوة الدافئ  ،،، أنا أجاوب الان  على كل من يسألني ها توظفتي؟  ماذا تصنعين بعد تخرجك ؟  أجاوبهم بكل سعادة نعم انا أصنع البهجة وهذا يكفي

* كل هذا الكلام كان تحت تأثير رائحة الثوم !! أعلم آنها ليست مصافحة أولى جيدة لكن يُقال المصافحة الأولى يجب أن تكون قوية بما يكفي لتبقى في الذاكرة ، هنا لن أخبركم بأشياء مدهشة أو أبتكر أشياء ساحرة هنا فقط سوف أدون مايمكن أن يكون شئ مبهج أو قرص مساعد للتأمل والإمتنان 🙂