إلى نور

الى نور صغيرتي وابتسامتها سنبلة الفرح التي ألوح بها في وجه الايام التي قضيتها في عزلتي اقضم ملامح الوقت خشية الظلام وصوت بكائها يعلوا والمغص لايفارقها وانا احمل قلبي وقلبها ورمادية الافكار لاتغادرني كيف سيكون الغد كيف سأواجه كل هذا الالم الذي يعتصرها ، تتكرر على مسامعي تجارب الآخرين نركض انا ووالدها للبحث عن علاج للمغص نحن اصحاب التجربة الأولى البسطاء في خوفنا المضحك بالنسبة للآخرين يبكينا صوتها ليختفي صوتي مع بكائها الليلي و أذوب اكثر في وحشة القلق !

اضحك الآن وانا اتذكر تلك الليالي وتلك الايام مبتورة الملامح ودمعها المالح يبلل وسادة قلبي تكبر صغيرتي الآن تتجاوز رقم سبعة لتقفز الى ثمانية وتصرخ مبتهجة في الهواء عشرة ابنتي التي كلما لمحت كيكة غنت لنفسها ولميلادها ابنتي التي علمتها ان تقول واااو بصوت عالي لكل جميل وكأنها تذكرني بأنها فرحتي الأصدق والأجمل نوري التي تغوص في ملامح قلبي تكتب تفاصيل يومي بمزاجها حين يباغتنا سن جديد او تلويحة مرض عابر، ” نور نسخة منك ” كلمات والدي هذه تجعلني ابتسم اي طفولة كانت طفولتي معقولة اشبه هذه الضحكة والمرح الصاخب وابتسم لتعليقه راجية الرحمن ان يمنحها الله القبول بين عباده كما كنت اردد طوال حملي

اكتب الان وانا التي نسيت الكتابة وتعثرت بين الحروف احاول ان اكتب رسالة لها ولكن اكتشف انني اكتب لي اكتب لقلبي الذي يرى طفلتي بكل رقتها تسقطني في كومة من اللطف كلما استكشفت العالم اكتب للتجارب التي اخفقت في النجاح فيها، اكتب للوصفات التي حفظتها خلال السنة الاولى من فترة اطعامها ، اكتب للألعاب التي ابتكرناها اكتب لمواقع التسوق عن مقاساتها الجديدة اكتب للميزان الذي عاندني في وزنها الى ان اكتشفت ان طفلتي ” صغيرة جنت وانت صغيرون” اكتب لذاكرتي كيف ستراني نور بعد اعوام من الان حين تقرأ رسائلي لها اكتب لقلبي هذا الوقت مضى وسيمضي وستبقى نور بهجة قلبي وضحكته الاصفى ومعناه الاصيل

كيف الامومة تغير ملامح قلوبنا كيف لها ان تمنحنا كل هذا الحنان تغمسنا في هالة من رحمة ، اكتب وأنا أتأمل يداكِ الصغيرة وهي تلمس قلب العالم وتحوله الى غيمة وردية انا التي كنت أظن ان الأمومة يمكن اختزالها في كلمة أم لأكتشف انها قاموس آخر من الحب والعطاء ، احبكِ وادرك ان الرحلة معك هي طريق من الحب والرحمة.