كيكة الأربعاء

في عصر كل اربعاء كانت تحضر والدتي مقادير الكيكة أحياناً برتقال واحياناً كيكة رخامية تتمازج النكهات بين طعم القهوة والشوكولاتة وكلما كبرنا كانت تكبر المهام اكثر بالبداية كان علي الخلط وبعدها اصبحت أكسر البيض واحضر النكهات ، عملية الخلط عند والدتي تخالف عالم الطبخ كان يجب ان اخلط المزيج الى ان يصبح ابيض وممتلئ بالفقاعات ربما لربع ساعة اخفق يمين ويسار واحيانا اصنع ممرات بالخلاط الكهربائي الى ان اسمع كلمة والدتي توقفي الفرن ساخن.

كبرت اكثر وتعلمت وصفات كثيرة من معلمة التدبير المنزلي المعلمة الفاضلة صالحة كنت انتظر الأربعاء بحماس لأطبق الوصفات “قدرة قادر” “عيش السرايا” وتطورت كيكتنا واضافت والدتي الزبادي واشياء كثيرة لكن ظلت تحمل نفس نكهتها في قلبي كيكة الاربعاء بنفس القالب القديم الذي يتجاوز الان عمره 30 عام !

حرصت هذه المرة عند زيارتي لعائلتي على البحث عن الحلى القديم او كما يسمى حلى الطيبين وفرحت بدفتر والدتي ووصفاته الحنونة كل وصفة تحمل اسم صاحبة الوصفة “كريم كراميل فتحية ، حلى فريدة ، اكلير سوزي ، بيتزا رقية ” كانت ترسم والدتي الكوب المعياري المطلوب استخدامه في الوصفة او مقاس الصينية كانت الوصفات بسيطة مكتوبة بدقة والأهم انها كانت لذيذة وناجحة لا أعلم لماذا اصبح المطبخ الان اكثر تعقيداً ولماذا يجب ان نضع كل مافي الدولاب من سكريات لنصنع صحن حلى !

أحاول الان مع طفلتي ان احافظ على كيكة الأربعاء بنفس المقادير القديمة اخذتها من خالتي الحبيبة بسيطة ويمكن تحضيرها مع صغيرتي وقضاء وقت ممتع معها والأهم المحافظة على وصفة من ذاكرة أمهاتنا و بالمناسبة صديقتنا الجميلة مها لديها تدوينة شهية عن ميراث الطبخ العائلي ، وأيضاً سماح تشاركنا دائما وصفات حنونة .

ومع بداية هذا العام حرصت على تسجيل جميع الوصفات في تطبيق notebook صديقي المنقذ في حفظ الوصفات فكرته تشبه الدفاتر يمكن تقسيمه الى دفتر حلويات ودفتر معجنات الى أن أجد دفتر ورقي مرتب لحفظ الوصفات ماذا عن ذكرياتكم عن مطبخ الطفولة؟ وكيف تحتفظوا بوصفاتكم العائلية ؟