
في بداية العام قررت أن أجرب التدوين الورقي لكن بطريقة مختلفة قررت أن أدوّن شكري وامتناني اليومي لله على كل النعم البسيطة التي أعيشها يومياً مع الالتزام بالرسم كعلاج من كل الإنتكاسات والعزلة التي مررت بها خلال السنتين الأخيرة مع وضع اليمن، وكالعادة كانت البداية صعبة أخذت وقت طويل لأكتب في أول يوم ماهو حدث اليوم المختلف كي أكتبه كشكر وامتنان ؟ وفجأة كتبت شكرًا يارب على قهوة دافئة وضحكات اخي محمد وكعكة الفواكه المجففة اللذيذة وبدأت في سرد كل التفاصيل السعيدة ، اكتشفت وقتها انني غارقة في النعم ! النعم التي أتعامل معها على أنها أمر بديهي لأنها ببساطة دائماً متواجدة في حياتي وهي في الأصل رزق من الله ولو ركزت قليلاً سوف أكتشف بأنه ليس الجميع يمتلكها أو حتى يلاحظها!

لذلك كانت صفحات الدفتر عبارة عن رسومات يومية عشوائية وامتنان دائم وشكر على كل اللحظات التي أعيشها خلال الْيَوْمَ على بساطتها يكفي انها فعلاً نعمة من الله، امتناني لمحبة و قلوب أهلي التي تحوطني بحب ودعم الصديقات الدائم حتى اصواتهم المبهجة ، شكري لله على الصبر والرضى في مواقف المحن عن اكتشافات الألوان والتجارب الجديدة وحتى طعم الشاورما اللذيذ ! ومع كل شهر كانت كمية الرضى والسعادة تزداد و مع كل لحظة تدبر أعيشها كانت نوافذ الروح تتفتح وتحلق بسعادة و أتلمس الخفة والبركة في كل تفاصيل يومي .
لم يكن الدفتر مزخرف ولَم أهتم بكتابة أي شئ على غلافه أو ترتيبه و نبهتني صديقتي بملاحظتها اللطيفة بأنه رغم أن غلاف الدفتر أسود لكن بداخله توجد حياة ملونة ومبهجة! ابتسمت وانا أتدبر في كلامها كيف فعلًا هذا الدفتر يشبه حياتنا ربما نرى غلافنا الخارجي بسيط وروتيني ولو تدبرنا قليلاً سوف نكتشف أننا لم نلحظ تفاصيلنا اليومية السعيدة بسبب سعينا المستمر في البحث عن السعادة والتي قد نكتشف متأخرين أننا أصبحنا ربما نسخ اخرى من حياة الآخرين! أنا سعيدة الآن وقد انتهيت من دفترين لم أوثق بداخلهم ولا لحظة سيئة ! لأنه ببساطة أحداثنا المحزنة حتى لو مرت يظل خدشها موجود في القلب ولكن سعادتنا دائماً لحظية تشبه نسمة عابرة قد ننساها مع الأيام ، لذلك و بعد سنوات اتمنى ان تكون هذه الدفاتر شاهدة على لحظاتي السعيدة وعلى كمية الرضى التي اسأل الله أن تستمر . إذا أحببتم التجربة الدفتر موجود في جرير ب ١٨ ريال وحتى لو لم تتقنوا الرسم أنا فعلياً لا أتقنه! ولكن تحسن قليلاً خلال هذه السنة يكفيكم من الفرشاة خفة اللون وانسيابه على الورقة أو جربوا فقط ان تكتبوا شكركم يومياً لكل النعم المحيطة بكم وسوف تندهشوا بعد فترة من كمية اللحظات السعيدة في حياتكم .أتمنى لكم أيام ممتلئة بالرضى والسعادة
ملاحظة / أعتذر عن خطي لم أفكر يوماً في أنني سوف انشر جزء من هذا الدفترأو أدوّن عنه 🙂

لطيف كالعاده يا رحاب، انا سبق وسمعتك تتحدثين عن هذا الدفتر وغيرك ايضاً تحدث عنه لكن حينما فكرت في بداية دفتر امتنان خاص بي هطر في بالي انني سأكتب نفس الشي كل يوم، وخفت ان لا يحدث شي فلا اشعر بالإمتان واُحبط، لكن يبدو انه عكس ذلك تماماً كما قلتِ، ان شاءالله سأبدأ بكتابة امتناني لله في كل يوم وسأبحث عن ابسط الامور لأستشعر امتناني بها ♡ شكراً لكِ
LikeLike
سبحان الله نفس الشئ خطر على بالي في بداية استخدامي الدفتر وبعد فترة اكتشفت انه أجمل الأشياء التي استمريت في كتابتها يوميا هي المكررة ! هي النعم التي مازالت تحوطنا بلطف ولا تغادرنا وكل لحظة في حياتك هي نعمة تخيلي ابتسمت وأنا اقرأ انني في يوم ما كتبت حتى عن طعم الباذنجان ورائحة البرتقال ! متحمسة لك وفِي انتظار دفترك 💜
LikeLiked by 1 person
فعلا، سبق جربت كتابة الأشياء التي أحمد الله عليها. سبحان الله ننسى دائما أننا ننعم بكثير من الأشياء التي قد ننظر لها على أنها طبيعية وبديهية. لكن هناك أحد على وجه الأرض يتمنى أن ينعم بها.
فاللهم لك الحمد ما شكرناك حق شكرك.
تدوينة جميلة جدا
LikeLiked by 1 person
فعلا سبحان الله الله يجعلنا من أهل الشكر والحمد ويكرمنا بإستمرار النعم ، شكرًا يامريم 🌸
LikeLiked by 1 person
رهيبة الفكره شكرا لك ولتدوينتك الرائعه 💐✨
LikeLike
فعلا الامتنان عافية وصحة نفسية وجسدية ونحن اطباء لها اذا احسنا التعامل معها ،، تجربة جميلة وفكرة رائعة وباذن الله تكون حياة كل ابناء اليمن امتنان مستمر
LikeLike